الثلاثاء، 7 أبريل 2009

حينما نتحدث .؟

إننا حين نتحدث عن النهضة فإننا نتحدث عن منهج حياة ، نتحدث عن تربية ، وتوعية ، وتعاضد ،وتأهيل ، نتحدث عن السير فعلياً في خطى التنمية ، نتحدث عن القرب من النصرة ، نتحدث عن العودة إلى الإسلام ، عن قيادة الشعوب الغالب على أمرها ، عن الدعوة للزيادة ، الزيادة في الخيرات ، والزيادة في العلم والصناعات ، الزيادة في ملئ الجانب الروحي ، وسد (الجوعة النفسية والخواء الروحي) ، إننا ندعوا إلى رفع الهمة ، ندعوا لحمل همّ الأمة ، ندعوا للتمسك بالسنة وتطبيقها على أرض الواقع ، إننا نعمل من أجل هذا ، وندعوا من أجل هذا ، ونتحدث من أجل هذا ... إننا حين نتحدث عن النهضة ، ندعوا ونعمل لنطبق منهاج حياتيّ ، فالإسلام دينٌ كامل وجزيئيّ (لا إله إلا الله ، منهج حياة)ليست الحضارة هي الحضارة الصتاعية ، والإنكباب على العلوم المادية ، وليست الحضارة هي القيادة والثروة ، إن الحضارة معنىً سامٍ عن هذا بكثير ، معنىً لاتجده في غير الاسلام ، وإننا نثق أن الدائرة صائرة للإسلام وبلا منازع ، فالإسلام دستور حياة ، والإسلام فكرٌ ومبدأ ، والإسلام قيم وتعاليم ، والإسلام مليءٌ ومملّئ ، والإسلام دين صلاحٍ وإصلاح ، والإسلام دين داخل في تفاصيل الحياة ، ومضامينها ، دين شامل كامل لايعتريه نقصان ولايحده زمان ، دين متجدد ومجدد قائم على أسس ورقيّ ، قائمٌ على علم وعمل ، قال تعالى (وسارعوا إلى مغفرة من ربكم وجنة عرضها كعرض السماوات والأرض)تتجلى في هذه الآية حكمة بذل السبب ، فالأمر بالمسارعة يدل على العمل الصحيح ، بعد التعلم الصريح ، حقاً إنه دينٌ مريح ... (غير المغضوب عليهم ولاالضالين) هؤلاء علموا بلا عمل ، وهؤلاء عملوا بلا علم ، فأنجانا الله من هذا وذاك ، إن دين الإسلام دينٌ يعني الفوز بالدنيا والآخرة ، دين تجسيد للواقع ، وتهييئ للآخرة। ولأن الإسلام دين لامّ فهو دين ماضٍ ، لايوقفه قادر ، ويرقبه عن كثب مناضل ، فهو ماضٍ بك وسواك ، وإن أردت الانخراط في عالم المثابرة والصبر والتحدي فحيا بك هلا في عالم النهضة ، في عالم بناء الحضارة المنشودة بتطبيق الإسلام। (العز والمجد في الهنديّة القضب ... لا في الرسائل والتنميق للخطب) فكلمة ... الإسلام ... جملة تامة ؟

هكذا تعلمنا ..!

كثيراً مانتحدث عن الكفاءات الوطنية ، والأكثر ما نسرد عوائق وصعوبات تواجه أجيالنا القادمة ، فمما يترتب علينا توعية وتأهيل تلك الأجيال ، وتبنيها في جوانب الحياة أجمعها من فكر ، وثقافة ، وتربية ، لألا ينخرطون مع أصحاب الفكر الضال ، ويحصنون التحصين العلمي والعقلي الصحيح ؛ فينتج لنا جيل نافع مصلح لينفع بلده ، ويعز نفسه وأمته. منطلقاً من هنا كانت دور الرعاية ، ونشأت المحاضن التربوية الموكلة إلى وزارة الشؤون الاجتماعية لأداء الواجب ولمّ الشمل ، وهذه النظرية صحيحة ولا غبار عليها ، والغبش عند الدخول لهذه الدور وزيارتها ستجد نفسك تضرب أخماس بأسداس ، وستظل فاغر فاك متعجبا ..! ويدور في رأسك حديث النبي صلى الله عليه وسلم : (كلكم راعٍ وكلكم مسؤول عن رعيته ) رواه الشيخان وجمع غيرهم بسبب ماترى من خطف للبراءة التي بدأت فيها حياة هؤلاء الأطفال ، وتعليمهم مالا يراد تعليمه ، ومما يعارض حتى المناهج الدراسية المعتمدة في البلد ، والأعراف الاجتماعية ، والأفكار السائدة ، علاوة على ذلك معارضتها لأحكام الشريعة وبناء الأجيال المتصدية للتغريب ، مما يوجد أثراً متعدياً حتى على أجيال الأجيال. ستقول هذا كله وأكثر يوم أن ترى انكفاء أبناء هذه الدور –مع الأسف- على شاشة التلفاز النتن لاستقبال الأفكار الهدامة ، وزرع الفساد في بنيات العقول الجديدة ، قال الله تعالى ( إن الذين يحبون أن تشيع الفاحشة في الذين آمنوا لهم عذاب أليم في الدنيا والآخرة والله يعلم وأنتم لا تعلمون) هنا تكون المسؤولية ملقاة على كاهل مسؤولي دور الرعاية ، ولقد تحملوا منها الكثير من الوزر. إن استقبال مثل هذه الأفكار ينعكس على الحياة اليومية ، والمشاعر الحياتية للأبناء ، فيولد فشلاً مضروباً في فشل ؛ وذلك لأنه يقل باهتماماتهم ويزيدها انحطاطاً في ذات الوقت الذي نحتاج فيه من يحمل هم بلده وأمته ويعمل من أجلهما. وسيجيء الوقت الذي حينما تخبرهم بذاك تجد الجواب بأعلى صوتٍ ، وكل براءة :. هكذا تعلمنا ..! حينها ستتحسب على من علمهم وجعلهم عثرة في طريق البناء.