عنبر رقم ثمانية .. نادى المنادي أرغموا أنوفهم بالتراب ، جزاءًا بجزاء ، قال الضابط ذلك ، وأعطى أمره العسكري فلا مرد ، (هذا ما كسبتم لأنفسكم ) ضاعوا مع غمرات البحر المتلاطم ،وهذا ما جنوا ، قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( رغم أنف ثم رغم أنف ثم رغم أنف من أدرك رمضان ولم يغفرله ) وهذا مايستحق أعاذنا الله وإياكم ، فإنما وضع رمضان للإستزادة من الخيرات ، وبما أن أعمار أمة محمد صلى الله عليه وسلم نسبة للأمم الأخرى قصيرة فلا بد من محطات استكثار ، وإني أشبّه تشبيه قريب من تشبيه الحياة الذي شبهه صلى الله عليه وسلم ،؛ كمسافر يريد هدفه وطريقه قصير معزول فلابد قبل الوصول إلى بداية الطريق أن يملئ الوقود ويزيد في مكان آخر ، فهاهو رمضان أطل علينا ، بل أزف ، وهاهو محطة للإستكثار والاستزاده ، لطول العمل إن غفر لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر ، وأعتقت من النار ، قال الرسول صلى الله عليه وسلم : ( محروم من أدرك رمضان ولم يغفر له) فكم وكم ممن كانوا بين أظهرنا الرمضانات الماضية ، ولم يدركوا ما أدركنا ، فاستغفروا ربكم واشكروله ، وكم ممن فاته فضل العتق من النار ومضى يسحب على وجهه ، وعلى نفسها جنت براقش.
عمر القديمي